البرنامج الموسوعي الجامع

البرنامج الموسوعي الجامع

تاريخ الإلحاد في العالم العربي

الزندقة بعد ظهور الإسلام

92 views

أسباب ظهور الزندقة:

بوفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حمل الخلفاء الراشدون لواء الإسلام من بعده، وتمت في عهدهم الكثير من الفتوحات على مختلف الجبهات، ومنها الجبهة الفارسية، قال أحمد أمين: «توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يتعد الإسلام جزيرة العرب، وكان قد بدأ بدعوة الأمم المجاورة ومناوشتها، ثم تتابعت الفتوح بعد، ففتح العراق وكان يسكنه بعض قبائل عربية من ربيعة ومضر، وبعض من الفرس -عدا السكان الأصليين- كان منهم نصارى، ومنهم مزدكية وزرادشتية، وأنشأ العرب مدينتي البصرة والكوفة، أمر عمر بن الخطاب بإنشائهما لما رأى أن مناخ المدائن والقادسية لم يوافق مزاج العرب، فأمر أن يُرتاد موضع لا يفصله عن جزيرة العرب بر ولا بحر… فأنشئت البصرة نحو سنة 15هـ والكوفة سنة 17هـ، وفتحت فارس، وكان يسكنها الفرس، وقليل من اليهود، وبعض الروم الذين أسروا في الحروب الفارسية والرومانية»([1]). الأمر الذي جعل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشير الصحابة في كيفية التعامل مع سكانها، فقال يومًا للمهاجرين: «ما أدري كيف أصنع بالمجوس؟» فوثب عبد الرحمن بن عوف فقال: «أشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «سنوا بهم سنة أهل الكتاب»([2])؛ وبذلك ترك لهم حرية ممارسة دينهم، ولم يجبروا على الدخول في الإسلام([3]).

وكان من النتائج الأخرى التي ترتبت على ذلك الفتح شيوع الرقيق، واستخدامه بأغلب البيوت للمسلمين، وبروز ظاهرة الموالي -أي المسلمين من غير العرب- في المجتمع الإسلامي، وكانت نظرة الإسلام لهم نظرة تسامح رصعت بالعدالة، فهم جزء من النسيج الاجتماعي بل شجع على عتقهم بأن جعله كفارة لبعض ما يقترفه المسلم، وقد انقسم الموالي إلى قسمين، هما: موالي العتاقة، وموالي الموالاة.

أولا: موالي العتاقة:

وهم العبيد أو الرقيق الذين يعتقهم سيدهم، فيصبحون أحرارًا، وقد كانت الحروب مصدر مثل هؤلاء الموالي، وأغلبهم من المقاتلة الأعاجم، أو من سكان المدن التي قاومت الفتح الإسلامي، أو تلك التي نكثت بالعهود، ورغم عتقهم كانوا يرتبطون باسم عشيرة سيدهم برباط اجتماعي لا رباط النسب والدم، فيقال: مولى بني فلان، وكان من أهم الميزات التي توفرها رابطة الولاء هذه حماية حقوقهم، وكانوا عند الحاجة أو الأزمات يحاربون مع العشائر الموالين لها([4]).

ثانيا: موالي الموالاة:

يشمل هذا النوع الأعاجم الأحرار بعد إسلامهم، حيث يضعون أنفسهم تحت حماية شخص ما، أو عشيرة قوية، ويسمون الحلفاء، ولعلَّ أبرز فارق بين مولى العتاقة ومولى الموالاة هو أن الأخير يمكنه ترك ولائه متى رغب، ما دام السيد أو العشيرة لم تدفع الدية، فإذا حدث ذلك سقط حقه في ترك الولاء، ومن أبرز النماذج على هؤلاء أفراد القوات الفارسية والبيزنطية التي استسلمت للعرب، حيث خصصت لهم خططًا معينة بالمدن الإسلامية، وفرض لهم العطاء، ومن أمثلة تلك الأحلاف محالفة أساورة البصرة بني تميم.

وقد تحسن وضع الموالي في العصر الأموي لممارستهم العديد من الأنشطة في ظل حماية عشائرهم المرتبطين معها برباط الولاء، ومن له ولاء كان تحت حماية الأمير أو الدولة.

وكان للتطور الإداري وخصوصًا بقاء السجلات بلغتها السابقة دور في توظيفهم فيها، كما اتجه بعضهم للجانب العلمي، فتتلمذوا على يد العلماء والفقهاء العرب المسلمين، حتى غدا بعضهم متضلعًا في علوم العربية والدين.

وقد تزايد إسهام الموالي بمختلف نواحي الحياة مثلما زاد عددهم بالعصر الأموي، مما جعلهم يشعرون بأهميتهم الاجتماعية، وضمت فئات منهم إلى الجيش، وفرض لهم معاوية من العطاء خمسة عشر، بلغهم بعد ذلك عبد الملك إلى عشرين، ثم سليمان خمسة وعشرين، ثم قام هشام فأتم للأبناء منهم ثلاثين.

وكان ذلك العطاء يتناسب ومهامهم العسكرية بساحة المعارك مقارنة مع العبء الأكبر الملقى على عاتق العرب، وفي فترات لاحقة أصبح البعض قادة للجيش، كطارق بن زياد فاتح الأندلس، إلا أن الدولة الأموية لم تتوسع في ذلك لمشاركة الموالي بشكل واضح في بعض الثورات التي خرجت ضدهم، كثورة عبد الرحمن بن الأشعث.

كان للتطور الإداري وخصوصًا بقاء السجلات بلغتها السابقة دور في توظيفهم فيها، مثل أبو الزعيزعة على ديوان الرسائل بعهد الخليفة عبد الملك بن مروان.

إن السياسة المعتدلة التي اتبعتها الدولة الأموية عمومًا مع سكان الأقاليم كان لها فضل كبير فيما ساد المجتمع من استقرار شهد به الموالي أنفسهم، حين امتدحوا واليهم زياد بن أبيه، هذه السياسة التي أدت إلى امتزاج العرب والموالي، وازدياد نشر الإسلام واللغة العربية كانت ضد مصالح الدهاقين الفرس، الذين عملوا ما في وسعهم من أجل توسيع الفجوة وازدياد التذمر؛ لأن ذلك يقلل الجزية بدخول الموالي في الإسلام، واضمحلال نفوذهم بارتباط الموالي المسلمين بالعرب، والسبب الثالث: هو النزعة المتعالية لدى فئة من هؤلاء الدهاقين والأمراء ومن تبعهم من الكتاب والموظفين الموالي، والتي ظهرت بوادرها بأواخر العصر الأموي وعرفت باسم (الشعوبية)»([5]).

لقد شارك الموالي العرب في بناء صرح دولتهم في مختلف الميادين إلا أنه مع هذه اليد العجمية التي كانت تبني، كانت هناك يد أخرى من بني جلدتها تسعى جاهدة لتقويض هذا البنيان، بل وإحلال غيره محله، حتى وإن كان لا يتناسب مع طبيعة المكان والزمان، ولعل هذا ما استشعره سيدنا عمر بن الخطاب بعد الفتح الإسلامي لفارس، فمنع في خلافته سكنى غير العرب للمدينة المنورة، فقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه من حديث الزهري قال: «كان عمر بن الخطاب لا يترك أحدًا من العجم يدخل المدينة»([6])، ولقد أكد تخوفه من تلك العناصر قوله عندما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي، قال ابن عباس: قال لي عمر: «اخرج فاسأل الناس من طعنني؟». فانطلقت فإذا الناس مجتمعون فقلت: من طعن أمير المؤمنين؟ فقالوا: طعنه أبو لؤلؤة عدو الله غلام المغيرة بن شعبة، فرجعت إلى عمر وهو يستأني أن آتيه بالخبر، فقلت: يا أمير المؤمنين طعنك عدو الله أبو لؤلؤة فقال عمر: «الله أكبر، الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يخاصمني يوم القيامة في سجدة سجدها لله، قد كنت أظن أن العرب لن يقتلني»([7]).

يقول أحمد أمين عن الامتزاج الحاصل بين الأمة العربية وبين الأمم العجمية بعد الفتح الإسلامي: «سبب فتح العرب لهذه الممالك عملية مزج قوية بين الأمم الفاتحة والأمم المفتوحة، مزج في الدم ومزج في النظم الاجتماعية، ومزج الآراء العقلية، ومزج في العقائد الدينية»، ثم قال بعد عرض العوامل المؤثرة في هذا المزج: «الحق أن الامتزاج كان قويًّا شديدًا، وأن الموالي وأشباههم كان لهم أثر في كل مرافق الحياة، وأنه كانت هناك حروب في المسائل الاجتماعية، كالحروب البدنية بين الجنود، ولكن لم يعن المؤرخون بتفصيلها وهي أولى بالعناية، فقد كانت حرب بين الإسلام والديانات الأخرى، وكانت حرب بين اللغة العربية واللغات الأخرى، وكانت حرب بين الآمال العربية وآمال الأمم الأخرى، وكانت حرب بين النظم الاجتماعية العربية البسيطة وبين النظم الاجتماعية الفارسية والرومية، ولئن كانت الحروب البدنية قد انتهت تقريبًا بفتوح أبي بكر وعمر وعثمان، فإن الحروب الأخرى ظلت قائمة بعد ذلك طويلا، وأصبحت الممملكة الإسلامية مجالا فسيحًا لهذه الحروب تتنازع فيها الآمال، ففرس يحنون إلى مملكتهم القديمة، ويعتقدون أنهم أرقى من العرب، وروم كذلك، والمغرب ومصر يودون الاستقلال، كما أن النظم السياسية فيها متضاربة: ففرس لهم نظام خاص، وروم لهم نظام مغاير، وقانون روماني كان يسود المستعمرات الرومانية، وقانون فارسي كان يسود المملكة الفارسية، وإسلام يستمد منه قانون يوافقهما أحيانًا ويخالفهما أحيانًا، وفرس مجوس ظلوا مجوسًا، وفرس أسلموا، وروم نصارى، وروم أسلموا، ومصريون نصارى، ومصريون أسلموا، ويهود في هذه البلاد ظلوا يهودًا، ويهود أسلموا، ولغة عربية وفارسية وقبطية ويونانية وعبرية- كل هذه النزعات واللهجات كانت في حروب مستمرة، وكانت المملكة الإسلامية كلها هي موطن القتال، ولم يصلنا مع الأسف من وقائعها إلا النزر اليسير، فلم تعد الأمة الإسلامية أمة عربية، لغتها واحدة، ودينها واحد وخيالها واحد، كما كان الشأن في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بل كانت الأمة الإسلامية جملة أمم، وجملة نزعات، وجملة لغات تتحارب، وكانت الحرب سجالا، فقد ينتصر الفرس، وقد ينتصر العرب، وقد ينتصر الروم»([8]). وهذا الذي يتكلم عنه الأستاذ هي النزعة الشعوبية.

قال الجاحظ محللا أسباب هذه النزعة الشعوبية الهدامة قائلًا: «فتفهم عني فهمك الله ما أنا قائل في هذا، واعلم أنك لم تر قومًا قط أشقى من هؤلاء الشعوبية، ولا أعدى على دينه، ولا أشد استهلاكًا لعرضه، ولا أطول نصبًا، ولا أقل غنمًا من أهل هذه النحلة، وقد شفى الله الصدور منهم طول جثوم الحسد على أكبادهم، وتوقد نار الشنآن في قلوبهم، وغليان تلك المراجل الفاترة، وتسعر تلك النيران المضطرمة، ولو عرفوا أخلاق كل أمة وزي كل لغة، وعللهم في اختلاف إشاراتهم وآلاتهم وشمائلهم وهيئاتهم، وما علة كل شيء من ذلك؟ ولم اختلقوه؟ ولم تكلفوه؟ لأراحوا أنفسهم، وتخففت مؤونتهم على من خالطهم»([9]).

ويقول أيضًا: «وربما كانت أسباب العداوة من جهة العصبية، فإن عامة من ارتاب بالإسلام إنما كان أول ذلك رأي الشعوبية والتمادي فيه، وطول الجدال المؤدي إلى القتال، فإذا أبغض شيئًا أبغض أهله، وإن أبغض تلك اللغة أبغض تلك الجزيرة، وإن أبغض تلك الجزيرة أحب من أبغض تلك الجزيرة، فلا تزال الحالات تنتقل به حتى ينسلخ من الإسلام، إذ كانت العرب هي التي جاءت به، وكانوا السلف والقدوة»([10]).

كما تناول المقريزي قضية الشعوبية بالتحليل ذاكرًا دوافعها والطرق التي سلكتها هذه الطائفة لإفراغ حقدها الدفين فيقول: «واعلم أن السبب في خروج أكثر الطوائف عن ديانة الإسلام أن الفرس كانت من سعة الملك، وعلو اليد على جميع الأمم، وجلالة الخطر في أنفسها، بحيث إنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأسياد، وكانوا يعدون سائر الناس عبيدًا لهم، فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم على أيدي العرب، وكانت العرب عند الفرس أقل الأمم خطرًا- تعاظمهم الأمر، وتضاعفت لديهم المصيبة، وراموا كيد الإسلام بالمحاربة في أوقات شتى، وفي كل ذلك يظهر الله الحق، فرأوا أن كيده على الحيلة أنجع، فأظهر قوم منهم الإسلام، واستمالوا أهل التشيع، بإظهار محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واستبشاع ظلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى أخرجوهم عن طريق الهدى»([11]).

هدفت الشعوبية في مرحلة الدولة الأموية إلى تقديم التراث الفارسي بحلة جديدة، وكانت أدواتها الورق والقلم، وتترجم على لسان الشعراء والأدباء الفرس، وصبغت بصبغة وطنية تدعو إلى الاستقلال، واتخذت شكل زندقة وإلحاد([12]).

إن ميل ميزان القوة في العصر الأموي لصالح العرب إضافة إلى احتفاظهم بالكثير من موروثهم الحضاري البدوي رغم التمدن، كل ذلك لم يتح للشعوبية إلا طريقين: الأول: الافتخار بعصبيتهم وموروثهم كما كان مع إسماعيل بن يسار([13])، أو إفساد الأدب والشعر العربي بإدخال روايات منحولة، ولكن حال دون ذلك قوة أكثر خلفاء الدولة الأموية كما حدث مع الجعد بن درهم الذي لم يهاجم الإسلام بشكل مباشر، بل ابتدع مسألة خلق القرآن، وقال من ضمن ما قال: إن الله لم يكلم موسى عليه السلام([14]).

ولقد توجس معاوية بن أبي سفيان من تلك الحركة الشعوبية وأثرها على المسلمين والعرب حيث دعا معاوية الأحنف بن قيس وسمرة بن جندب فقال: إني رأيت هذه الحمراء قد كثرت، وأراها قد طعنت على السلف، وكأني أنظر إلى وثبة منهم على العرب والسلطان([15]). كل ما تقدم أدى إلى ظهور التيارات الفلسفية خاصة تلك القادمة من الفرس، والتي تتمثل بصورة واضحة في المانوية.

الوضع الداخلي للزندقة في العصر الأموي:

لقد هرب المانوية من بطش السلطة الفارسية منذ مقتل ماني، حيث اتخذوا من المنطقة التي خلف نهر بلخ مقرًّا مؤقتًا لهم، ريثما تتغير الظروف أو على الأقل تتحسن، وقد كان لهم ذلك أيام فتنة الفرس، واشتداد شوكة العرب، حيث أمنوا البلاد فبدؤوا في العودة، وقد تغير الوضع كليًّا بالنسبة لهم بسقوط الإمبراطورية الساسانية بيد المسلمين، وتعامل المسلمين مع جميع أتباع العقائد الفارسية على قدم المساواة، لا فرق بين مجوسية، أو مانوية، أو ديصانية، أو مرقيونية، حيث ترك لهم حرية ممارسة دينهم، فعاد نشاط المانوية من جديد.

وقد كانت بابل مركز المانوية الرئيسي، وكانت إمامتهم لا تعقد ولا تتم إلا بها، ومن ثمَّ يذهب إمامهم حيث شاء، ولا يجوز أن يكون لهم إمام آخر، أو يعقد له بأي مدينة أخرى، ولعب منصب الإمامة عند المانوية دورًا أساسيًّا في تنظيم أمورهم، وتحديد المنهج الذي يلائم كل مرحلة، الأمر الذي جعل المانوية تتلوَّن بتلوِّن الظروف المحيطة بها، مما أعطاها مرونة وقابلية أكبر للاستمرار.

ومثلما كانت الحرية التي تلت فتح المسلمين لفارس عاملا إيجابيًّا للمانوية، كانت في الجانب الآخر عاملا زعزع وحدتهم الدينية والسياسية، وذلك بانشقاق إحدى الجماعات التي سميت بالديناورية حيث طعنوا على إمامهم وامتنعوا عن طاعته، ويبدو أن هذا الانشقاق مرده في البداية إلى اختلاف في الرأي حول بعض أساسيات عقيدتهم، وليس اختلافًا حول شخصية إمامهم، ولما عدم الوفاق بينهم اختارت الديناورية إمامًا آخر لها على غرار الإمام الذي عقدت له الإمامة ببابل، واتخذت من وراء نهر بلخ مقرًّا لها، ولم يزالوا عليه وعلى غيره من الخلاف.

لم يستمر ذلك الشرخ طويلًا بين أتباع المانوية، ويبدو أن محاولات من قبل القيادتين (البابلية والديناورية) قد بذلت من أجل رأب الصدع، وقد آتت أكلها أثناء ولاية خالد بن عبد الله القسري على العراق، وبذلك اجتمعت كلمة المانوية مرة أخرى تحت قيادة إمامهم الجديد (مهر) ببابل، ولكن لم تستمر لك الوحدة طويلا هي الأخرى، حيث خرج منهم رجل يدعى زاد هرمز بعدما أنكر عليهم أمورًا، وقصد الديناورية، وفي طريقه نزل المدائن عند كاتب للحجاج بن يوسف كانت تربطهما صحبة، وكان ذا مال، فعرض عليه أن يبني له البيع، ويمده بما يحتاجه فوافق، أرسل بعدها (زاد هرمز) إلى الديناورية ليرسلوا له إمامًا، فامتنعوا بحجة أن ذلك لا يجوز إلا ببابل، فما كان منه إلا أن عين نفسه إمامًا على أتباعه الذين شايعوه، وقبيل وفاته أوصى بالأمر إلى مقلاص، وبذلك صارت المانوية فرقتين: المهرية والقلاصية، وقد خالف مقلاص الجماعة في أشياء من الدين، وبدأ كل طرف يرمي الآخر بما يسقطه، وكان مما نقمه المقالصة على المهرية أن خالدًا القسري حمل مهرًا على بغله، وختمه بخاتم فضة، وخلع عليه ثيابًا وشيئًا.

وما سبق يشير إلى حدوث تغير في صلب العقيدة المانوية، سواء عند المهرية الذين خرجوا عند (زاد هرمز) لإنكاره بعض أمورهم، أو المقلاصية التي خالفت الجماعة في شيء من الدين، ولم يذكر ابن النديم في الفهرست ماهية ذلك التغيير.

إن التعاليم المانوية الأساسية التي وضعها ماني هي: تحريم ما يلي: ذبح الحيوان وشرب الخمر والكذب والقتل والسرقة والزنا والبخل وعبادة الأصنام والنكاح، كما فرض عليهم تعليم السحر، والشك في الدين والاسترخاء والتواني في العمل، والقول بالنور والظلمة([16]). وما جاء من الروايات التي تشير إلى ذلك التغير فهي:

1- ما رواه الطبري أن الخليفة المهدي قال لابنه موسى الهادي: يا بني، إن صار لك هذا الأمر فتجرد لهذه العصابة -يعني أصحاب ماني- فإنها فرقة تدعو الناس إلى ظاهر حسن، كاجتناب الفواحش والزهد في الدنيا والعمل للآخرة، ثم تخرجها إلى تحريم اللحم، ومس الماء الطهور، وترك قتل الهوام تحرجًا وتحوبًا، ثم تخرجها من هذه إلى عبادة اثنين:

أحدهما النور والآخر الظلمة، ثم تبيح بعد هذا نكاح الأخوات والبنات والاغتسال بالبول وسرقة الأطفال من الطرق، لتنقذهم من ضلال الظلمة إلى هداية النور([17]).

2- قتل الخليفة الهادي أحدًا من بني هاشم اعترف بالزندقة ووجدت ابنته حبلى منه وأقرت بذلك([18]).

3- في عهد الرشيد أتي ببنت مطيع بن إياس في الزندقة، فقرأ كتابهم واعترفت به، وقالت: هذا دين علمنيه أبي وتبت منه، فقبل توبتها، وردها إلى أهلها، ولها نسل، ولا عقب لمطيع إلا منهم([19]).

ومن هذه الروايات يتشكف أن هناك ما ثبت من تعاليم المانوية وذلك كالقول بالنور والظلمة وتحريم ذبح الحيوان، وأكل اللحم، فقد بلغ المأمون خبر عشرة من الزنادقة فحملوا إليه، وانضم إليه طفيلي، فلما دخلوا عليه جعل يدعو بأسمائهم رجلا رجلا، فيسأله عن مذهبه، فيخبره بالإسلام، فيمتحنه ويدعوه إلى البراءة من ماني وذبح طائر وغير ذلك فيأبون([20]).

أما المتغير فماني أمر أتباعه بعدم الزنا، وفي الرِّوايات السابقة نراهم يزنون ببناتهم، وأمرهم بعدم النكاح ليقطع النسل واختلاط النور بالظلمة وهم قد تزوجوا.

وأخيرًا نلاحظ استمرار سياسة التستر بالأديان المختلفة ومنها الدين الإسلامي، لضمان استمرار نشاطهم، وإبعاد الشبهة عنهم، ويتضح ذلك من الرواية التي تذكر زندقة يعقوب بن الفضل والرواية التي ذكرت محاورة الخليفة المأمون للزنادقة الذين حملوا إليه، وفي هذا الشأن يقول أحمد أمين: «وهناك معنى آخر للزندقة يفهمه الخاصة وأشباههم، ويعنون به اعتناق الإسلام ظاهرًا، والتدين بدين الفرس باطنًا، وخاصة مذهب ماني، ذلك أنه كان في ذلك العصر طائفة لم تؤمن بالإسلام ولكن آمنت بسلطانه، ورأت أن لا سبيل لنيل الجاه والسلطان والمال إلا بالإسلام فاعتنقته ظاهرًا، وظلت تخلص لدينها القديم، وقوم من هؤلاء كان لهم غرض أعمق من هذا، إذ رأوا أنهم لا يستطيعون إفساد العقيدة الإسلامية إلا بالانتساب إليها أولا، حتى يؤمن جانبهم، وحتى يسهل على النفوس الأخذ بقولهم، ثم هم بعد ينفثون تعاليمهم على أشكال مختلفة، طورًا في العلم والدين، وطورًا في الأدب، وطورًا في وضع مثالب العرب، هؤلاء وأمثالهم كانوا يتزندقون تزندقًا علميًّا، فهم يدينون بدين ماني… عن علم، ثم يتظاهرون بالإسلام تقية، أو توسلا إلى إضلال الناس»([21]).

ودراسة بسيطة لسيرة مطيع بن إياس الكناني تكشف عن شربه الخمر رغم نهي ماني، وكان مستهترًا ماجنًا، يشتم الملائكة، وشريكًا في شتم الأنبياء، عابثًا بصلاته، وحاثًّا على تركها، ويتقول الأحاديث كاذبًا على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واصلا للقيان المغنيات، وله شعر ماجن خليع، إضافة إلى كونه لوطيًّا ومأبونًا، ونخرج من ذلك أن حياة أتباع المانوية قد تغيرت من الزهد والانصراف عن الحياة وملذاتها، إلى حياة المجون والتهتك والانغماس بالدنيا، والتمتع بكل ما تتيحه الحياة من ترف ولهو.

إلا أن بعض الروايات التي مصدرها العصر العباسي تشير إلى عدم أخذ جميع المانوية بتلك التغييرات الجديدة، ولكن بدون أن تحدد فرقتهم، فالجاحظ مثلا يقول عن رهبان الزنادقة: إنهم سياحون في الأرض، كأنهم قد جعلوا السياحة بدل النسطوري في المطامير، ومقام الملكاني في الصوامع، ومقام النسطوري في المطامير، ولا يسيحون إلا أزواجًا، ومتى رأيت منهم واحدًا فالتفت رأيت صاحبه، والسياحة عندهم ألا يبيت الراهب عندهم في منزل ليلتين، ويسيحون على أربع خصال: على القدس، والطهر، والصدق، والمسكنة، فأما المسكنة فأن يأكل من المسألة، ومما طابت به أنفس الناس له، حتى لا يأكل إلا من كسب غيره الذي عليه غرمه ومأثمه، وأما الطهر فترك الجماع، وأما الصدق فعلى ألا يكذب، وأما القدس فعلى أن يكتم ذنبه وإن سئل عنه»([22]).

ارتباط الزندقة ببعض المذاهب والأديان الأخرى.

كما قدمنا كان الفتح الإسلامي لفارس ضربة موجعة لفئات عديدة من الفرس، سواء من فقد مكانته، أو المتمسكون بالديانات الفارسية، الأمر الذي جعل تلك الفئات تقف في جبهة واحدة ضد الإسلام ومن يمثله، لا فرق بينهم سواء أتباع الديانة الزردشتية، أو تلك التي حوربت واضطهدت أشد الاضطهاد، بل وعدت زندقة -كالمانوية- ولا ضير في ذلك طالما أن المصلحة قد جمعت بينهم جميعًا في خندق واحد، وفي ذلك يقول الإمام الغزالي: «مما تطابق عليه نقلة المقالات قاطبة أن هذه الدعوة -أي الباطنية- لم يفتتحها منتسب إلى ملة، ولا معتقد لنحلة معتضد بنبوة، فإن مساقها ينقاد إلى الانسلال من الدين، كانسلال الشعرة من العجين، ولكن تشاور جماعة من المجوس والمزدكية، وشرذمة من الثنوية الملحدين، وطائفة كبيرة من ملحدة الفلاسفة المتقدمين، وضربوا سهام الرأي في استنباط تدبير يخفف عنهم ما نابهم من استيلاء أهل الدين، وينفس عنهم كربة ما دهاهم من أمر المسلمين، حتى أخرسوا ألسنتهم عن النطق بما هو معتقدهم من إنكار الصانع وتكذيب الرسل، وجحد الحشر والنشر والمعاد إلى الله في آخر الأمر»، ويستطرد الغزالي قائلا على لسانهم: «وقد تفاقم أمر محمد، واستطارت في الأقطار دعوته، واتسعت ولايته، واتسقت أسبابه وشوكته حتى استولوا على ملك أسلافنا، وانهمكوا في التنعم في الولايات مستحقرين عقولنا، وقد طبقوا وجه الأرض ذات الطول والعرض، ولا مطمع في مقاومتهم بقتال، ولا سبيل إلى استنزالهم عما أصروا عليه إلا بمكر واحتيال، ولو شافهناهم بالدعاء إلى مذهبنا لتنمروا علينا، وامتنعوا من الإصغاء إلينا، فسبيلنا أن ننتحل عقيدة طائفة من فرقهم هم أركهم عقولا، وأسخفهم رأيًا، وألينهم عريكة لقبول المحالات، وأطوعهم للتصديق بالأكاذيب المزخرفات، ونتحصن بالانتساب إليهم والاعتزاء إلى أهل البيت عن شرهم، ونتودد إليهم بما يلائم طبعهم، من ذكر ما تم على سلفهم من الظلم العظيم والذل الهائل، ثم نبث إليهم عقائدنا»([23]).

«كما ترد بكتابات الجاحظ إشارات إلى تحالف أو تقارب الزنادقة مع النصارى، وقد تكون هناك عوامل أدت إلى ذلك، منها ما ذكر سابقًا من أخذ ماني بعض تعاليم النصرانية، حيث تعترف المانوية مثلا بالمسيح عيسى -على نبينا وعليه السلام- وفي الجانب المقابل أخذ النصارى بعض تعاليم المانوية المتعلقة بالحيوان، وضرورة الرأفة به وعدم ذبحه، كما لهم يد في نشر كتب المانوية، إضافة إلى أن أكثر من اتهم بالزندقة كانت أمه أو والده على النصرانية»([24]).

الزندقة في العصر العباسي:

وقد شهد العصر العباسي تغييرًا كبيرًا في بعض التعاليم المانوية، فمن يتتبع سلوك الزنادقة وما يصدر عنهم يجدهم يخالفون تعاليم ماني، وينتهكون بعض ما نهاهم عنه، فمن التعاليم التي بقيت:

1- تقديس ماني: ولا أدل على ذلك من طرق تثبت المأمون من الزنادقة الذين قبض عليهم، والتي من بينها إظهار صورة ماني، وطلبه منهم أن يتفلوا عليه، فيأبوا كما سبق.

2- القول بالنور والظلمة: أي إله الخير والشر اللذان اختلطا، قال الخياط المعتزلي: «الأمر الذي كفرت فيه المانوية ليس قولها نورًا موجودًا ولا أنه يذهب علوًّا، ولا أن الظلمة موجودة، ولا أنها تذهب سفلا، وإنما كفرت وألحدت بقولها: إن النور والظلمة قديمان ولم يزالا، ومن خالفها في كفرها فليس بكافر»([25]).

3- عدم سفك الدماء وقتل الحيوان: أو المشاركة في ذلك بأي شكل من الأشكال، حيث قضت تعاليم ماني أن يبتعد الإنسان عن سفك الدماء، ولو كانت دماء الحيوان بحجة الرحمة، وعدم إيقاع الأذى، فمن لم يرحم الحيوان لم يرحم غيره، قال الجاحظ: «ورجال ممن ينتحل الإسلام، يظهرون التقذر من الصيد، ويرون أن ذلك من القسوة، وأن أصحاب الصيد لتؤديهم الضراوة التي اعترتهم من طروق الطير في الأوكار، ونصب الحبائل للظباء، التي تنقطع عن الخشفان، حتى تموت هزلا وجوعًا، وإشلاء السباع على بهائم الوحش وستسلم أهلها إلى القسوة، وإلى التهاون بدماء الناس.

والرحمة شكل واحد، ومن لم يرحم الكلب لم يرحم الظبي، ومن لم يرحم الظبي لم يرحم الجدي، ومن لم يرحم العصفور لم يرحم الصبي، وصغار الأمور تؤدي إلى كبارها.

وليس ينبغي لأحد أن يتهاون بشيء مما يؤدي إلى القسوة يومًا ما، وأكثر ما سمعت هذا الباب، من ناس من الصوفية، ومن النصارى؛ لمضاهاة النصارى سبيل الزنادقة، في رفض الذبائح، والبغض لإراقة الدماء، والزهد في أكل اللحمان، وقد كان -يرحمك الله- على الزنديق ألا يأتي ذلك في سباع الطير، وذوات الأربع من السباع. فأما قتل الحية والعقرب، فما كان ينبغي لهم البتة أن يقفوا في قتلهما طرفة عين؛ لأن هذه الأمور لا تخلو من أن تكون شرًّا صرفًا، أو يكون ما فيها من الخير مغمورًا بما فيها من الشر، والشر شيطان، والظلمة عدو النور، فاستحياء الظلمة وأنت قادر على إماتتها، لا يكون من عمل النور، بل قد ينبغي أن تكون رحمة النور لجميع الخلائق والناس، إلى استنقاذهما من شرور الظلمة»([26]).

4- إنكار وتكذيب الأنبياء والرسل، وما جاؤوا به من شرائع سماوية: يقول عبد القاهر البغدادي في الفرق بين الفرق عند كلامه عن الباطنية: «الذي يصح عندي من دين الباطنية أنهم دهرية زنادقة، يقولون بقدم العالم، وينكرون الرسائل والشرائع كلها، لميلها إلى استباحة كل ما يميل إليه الطبع، والدليل على أنهم كما ذكرناه ما قرأته في كتابهم المترجم: «السياسة والبلاغ الأكيد، والناموس الأعظم»، وهي رسالة عبيد الله بن الحسين القيرواني إلى سليمان بن الحسن بن سعيد الجنابي، أوصاه فيها بأن قال له: ادع الناس بأن تتقرب إليهم بما يميلون إليه، وأوهم كل واحد منهم بأنك منهم، فمن آنست منه رشدًا فاكشف له الغطاء، وإذا ظفرت بفلسفي فاحتفظ به، فعلى الفلاسفة معولنا، وإنا وإياهم مجمعون على رد نواميس الأنبياء، وعلى القول بقدم العالم، لولا ما يخالفنا فيه بعضهم من أن للعالم مدبرًا لا نعرفه.

وذكر في هذا الكتاب إبطال القول بالمعاد والعقاب، وذكر فيها أن الجنة نعيم الدنيا، وأن العذاب إنما هو اشتغال أصحاب الشرائع بالصلاة والصيام والحج والجهاد.

وقال أيضًا في هذه الرسالة: إن أهل الشرائع يعبدون إلهًا لا يعرفونه ولا يحصلون منه إلا على اسم بلا جسم.

وقال فيها أيضًا: أكرم الدهرية فإنهم منا ونحن منهم، وفي هذا تحقيق نسبة الباطنية إلى الدهرية، والذي يؤكد هذا أن المجوس يدعون نبوة زرادشت ونزول الوحي عليه من الله تعالى، وأن الصابئين يدعون نبوة هرمس، وواليس، وذروثيوس وأفلاطون وجماعة من الفلاسفة، وسائر أصحاب الشرائع كل صنف منهم مقرون بنزول الوحي من السماء على الذين أقروا بنبوتهم، ويقولون: إن ذلك الوحي شامل للأمر والنهي والخبر عن عاقبة بعد الموت، وعن ثواب وعقاب، وجنة ونار، يكون فيها الجزاء عن الأعمال السالفة، والباطنية يرفضون المعجزات، وينكرون نزول الملائكة من السماء بالوحي والأمر والنهي، بل ينكرون أن يكون في السماء ملك، وإنما يتأولون الملائكة على دعاتهم إلى بدعتهم، ويتأولون الشياطين على مخالفيهم، والأبالسة على مخالفيهم.

ويزعمون أن الأنبياء قوم أحبوا الزعامة فساسوا العامة بالنواميس والحيل طلبًا للزعامة بدعوى النبوة والإمامة، وكل واحد منهم صاحب دور مسبع إذا انقضى دور سبعة تبعهم في دور آخر، وإذا ذكروا النبي والوحي قالوا: إن النبي هو الناطق، والوحي أساسه الفاتق، وإلى الفاتق تأويل نطق الناطق على ما تراه يميل إليه هواه، فمن صار إلى تأويله الباطن فهو من الملائكة البررة، ومن عمل بالظاهر فهو من الشياطين الكفرة»([27]).

وهذه الأخيرة هي الأساس في الإلحاد العربي؛ وذلك لأن الزندقة هي الأمر الأبرز في تاريخها المطول حتى العصر الحديث، ولذلك يقول عبد الرحمن بدوي: «إذا كان الإلحاد الغربي بنزعته الديناميكية هو ذلك الذي عبر عنه نيتشه حين قال: لقد مات الله، وإذا كان الإلحاد اليوناني هو الذي يقول: إن الآلهة المقيمين في المكان المقدس قد ماتت، فإن الإلحاد العربي -وهو الذي يعنينا هنا في هذا الكتاب- هو الذي يقول: لقد مماتت فكرة النبوة والأنبياء»([28]).

([1]) فجر الإسلام، بحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى آخر الدولة الأموية (ص84) لأحمد أمين، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، الطبعة العاشرة.

([2]) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (10025)، والبزار في مسنده (3/ 264)، ومالك في الموطأ (42) وأبو داود الطيالسي في مسنده (222)، وابن أبي شيبة في مصنفه (10765)، وأحمد في مسنده (1685)، والبيهقي في الكبرى (9/ 319) من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف، وهو منقطع؛ لأن محمد بن علي لم يلق عمر ولا عبد الرحمن بن عوف. انظر: البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير (7/ 617) لابن الملقن، تحقيق: مصطفى أبو الغيط وآخرين، دار الهجرة للنشر والتوزيع، الرياض، السعودية، الطبعة الأولى، 1425هـ- 2004م.

([3]) انظر: الزندقة في المشرق الإسلامي: مفهومها، نشأتها، تطورها، وأثرها حتى منتصف القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، دراسة تاريخية (ص3) لأسعد بن حمود بن خلفان العامري، جامعة السلطان قابوس، رسالة ماجستير.

([4]) فجر الإسلام (ص89)، والزندقة في المشرق الإسلامي: مفهومها، نشأتها، تطورها، وأثرها حتى منتصف القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، دراسة تاريخية (ص3).

([5]) انظر: الزندقة في المشرق الإسلامي (ص43).

([6]) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (9775) من حديث معمر عن الزهري.

([7]) تقدم تخريجه آنفًا.

([8]) فجر الإسلام (ص95، 96).

([9]) البيان والتبيين (3/ 426- 427) للجاحظ، دار ومكتبة الهلال، بيروت، 1423هـ. والزندقة في المشرق الإسلامي (ص48).

([10]) الحيوان (7/ 131) للجاحظ، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية، 1424هـ.

([11]) الخطط المقريزية (4/ 198) للمقريزي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1418هـ.

([12]) انظر: الزندقة في المشرق الإسلامي (ص52).

([13]) المرجع السابق، نفس الصفحة.

([14]) انظر: سير أعلام النبلاء (4/ 547) للذهبي، تحقيق مجموعة بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، 1405هـ- 1985م.

([15]) انظر: العقد الفريد (3/ 361) لابن عبد ربه، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1404هـ.

([16]) انظر: الفهرست لابن النديم (407) تحقيق: إبراهيم رمضان، دار المعرفة، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، 1417هـ- 1997م، والزندقة في المشرق الإسلامي (ص55، 77).

([17]) تاريخ الطبري (8/ 220) دار التراث العربي، بيروت، الطبعة الثانية، 1387هـ.

([18]) تاريخ الطبري (8/ 191).

([19]) انظر: الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني (13/ 321) دار الفكر، الطبعة الثانية.

([20]) انظر: مروج الذهب ومعادن الجوهر (3/ 422) للمسعودي، تحقيق أسعد داغر، دار الهجرة، قم، 1409م.

([21]) ضحى الإسلام (ص147) لأحمد أمين، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 2020م.

([22]) انظر: الزندقة في المشرق الإسلامي (ص59، 60).

([23]) المرجع السابق (ص60) .

([24]) المرجع السابق (ص61).

([25]) كتاب الانتصار والرد على ابن الرواندي الملحد (ص69).

([26]) الحيوان (4/ 471).

([27]) انظر: الفرق بين الفرق (ص296).

([28]) انظر: من تاريخ الإلحاد في الإسلام (ص7).

اترك تعليقاً