البرنامج الموسوعي الجامع

البرنامج الموسوعي الجامع

اصطلاحات المذهب الحنفي

الترميز الكلمي

100 views

وهو عبارة عن الكلمات والألفاظ التي أشار بها علماء الحنفية إلى أهم وأشهر كتب المذهب، وفيما يلي بيان بأهم تلك الاصطلاحات الكلمية:

– «كتب ظاهر الرواية» أو «الأصول»:

تعارف الحنفية على اصطلاح «ظاهر الرواية»، وتسمى أيضًا: «مسائل الأصول»؛ وهي الكتب التي صنفها الإمام محمد بن الحسن الشيباني، ورويت عنه بروايات ظاهرة صحيحة ثابتة تصل إلى حد الشهرة والتواتر، وقد جمع فيها المسائل المروية عن أئمة المذهب، وهم: أبو حنيفة، وأبو يوسف، ومحمد، وزفر، والحسن بن زياد؛ إلا أن الغالب في كتب ظاهر الرواية هي أقوال الأئمة الثلاثة التي تضمنتها كتب محمد الستة، وهي: «المبسوط، والزيادات، والجامع الصغير، والجامع الكبير، والسير الصغير، والسير الكبير».

يقول ابن عابدين: «مسائل الأصول، وتسمى ظاهر الرواية أيضًا، وهي مسائل مروية عن أصحاب المذهب وهم: أبو حنيفة، وأبو يوسف، ومحمد ويلحق بهم: زفر والحسن بن زياد وغيرهما ممن أخذ عن الإمام، لكن الغالب الشائع في ظاهر الرواية أن يكون قول الثلاثة، وكتب ظاهر الرواية كتب محمد الستة»([1]).

وقال في منظومته:

«وكتب ظاهر الروايات أتت / ستًّا وبالأصول أيضًا سميت

صنفها محمد الشيباني  / حرر فيها المذهب النعماني

الجامع الصغير والكبير / والسير الكبير والصغير

ثم الزيادات مع المبسوط / تواترت بالسند المضبوط»([2]).

– «الأصل»:

هذا الاصطلاح يطلق على كتاب «المبسوط» للإمام محمد بن الحسن الشيباني، وقد اشتُهر بذلك لأنه صنفه قبل سائر كتبه المعروفة، فإذا قالوا: هذا الحكم ذكره في الأصل فالمراد به كتاب «المبسوط».

قال ابن عابدين في منظومته:

«واشتهر المبسوط بالأصل وذا / لسبقه الستة تصنيفًا كذا»([3]).

– «الكتاب»:

إذا أطلق لفظ «الكتاب» في المذهب الحنفي فالمراد به «مختصر القدوري» (ت: 428هـ) أشهر متون الفقه عند الحنفية.

قال حاجي خليفة: «مختصر القدوري في فروع الحنفية… وهو: الذي يطلق عليه لفظ: (الكتاب) في المذهب. وهو: متن متين، معتبر، متداول بين الأئمة الأعيان، وشهرته: تغني عن البيان»([4]).

ومن هنا سمى الميداني رحمه الله شرحه عليه بـ «اللباب في شرح الكتاب»([5]).

– «المتون الأربعة»:

يستخدم علماء الحنفية هذا الاصطلاح للإشارة إلى أربعة متون مهمة في الفقه الحنفي، هي: «وقاية الرواية» للمحبوبي (ت: 673هـ)، و«كنز الدقائق» للنسفي (ت: 710هـ)، و«المختار» للموصلي (683هـ)، و«مجمع البحرين» لابن الساعاتي (694هـ)([6]).

– «المتون الثلاثة»:

أما المتون الثلاثة فيقصدون بها: «مختصر القدوري»، و«وقاية الرواية» للمحبوبي، و«كنز الدقائق» للنسفي([7]).

– «المبسوط»:

يوجد أكثر من كتاب في المذهب الحنفي بهذا الاسم، لكن إذا ذكر مطلقًا فالمراد به مبسوط شمس الأئمة السرخسي رحمه الله (ت: 490هـ).

قال ابن عابدين: «وللحنفية مبسوطات كثيرة: منها لأبي يوسف، ومحمد ويسمى مبسوطه بالأصل، ومبسوط الجرجاني، ولخواهر زاده، ولشمس الأئمة الحلواني، ولأبي اليسر البزدوي، ولأخيه علي البزدوي، وللسيد ناصر الدين السمرقندي، ولأبي الليث نصر بن محمد، وحيث أطلق المبسوط فالمراد به مبسوط السرخسي»([8]).

– «المحيط»:

يوجد عند الحنفية عدد من الكتب تحمل عنوان «المحيط» كمحيط الإمام رضي الدين السرخسي، لكن إذا ذكر مطلقًا فالمراد به «المحيط البرهاني» لبرهان الدين البخاري رحمه الله([9]).

وقيل: يطلق غالبًا على النسخة الكبرى من «محيط رضي الدين السرخسي»، ويفرق بين المحيطين؛ فيقال للأول: «المحيط البرهاني»، وللثاني: «المحيط السرخسي» أو «المحيط الرضوي»([10]).

فائدة:

والترميز الكلمي لا يقتصر على تلك الاصطلاحات المشهورة في المذهب، بل كان لبعض فقهاء الحنفية -وخاصة المتأخرين- بعض الاصطلاحات الخاصة في كتبهم، فمثلًا قد أشار الأفغاني رحمه الله باصطلاح «أمين» لحاشية «رد المحتار» للشيخ محمد أمين ابن عابدين رحمه الله([11]).

([1]) حاشية رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار، لخاتمة المحققين محمد أمين الشهير بابن عابدين (1/ 74) دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع- 1415هـ/ 1995م.

([2]) شرح عقود رسم المفتي (ص: 18) مكتبة البشرى للطباعة والنشر- كراتشي- باكستان- الطبعة الأولى- 1430هـ/ 2009م.

([3]) السابق (ص: 23).

([4]) كشف الظنون (2/ 1631) دار إحياء التراث العربي- بيروت.

([5]) ينظر: هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي (1/ 594) دار إحياء التراث العربي- بيروت.

([6]) ينظر: المدخل إلى دراسة المذاهب الفقهية للدكتور علي جمعة (ص: 97) دار السلام- القاهرة- الطبعة الثانية- 1422هـ/ 2001م.

([7]) ينظر: المذهب الحنفي لنصير الدين النقيب (1/ 341) مكتبة الرشد- الرياض- المملكة العربية السعودية- الطبعة الأولى- 1422هـ/ 2001م.

([8]) شرح عقود رسم المفتي (ص: 28).

([9]) ينظر: الفوائد البهية في تراجم الحنفية لمحمد عبد الحي اللكنوي (ص: 419) اعتنى به أحمد الزعبي- دار الأرقم بن أبي الأرقم- بيروت- الطبعة الأولى- 1418هـ/ 1998م.

([10]) ينظر: كشف الظنون لحاجي خليفة (2/ 1619).

([11]) ينظر: كشف الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 2) المطبعة الأدبية- مصر- الطبعة الأولى- 1318هـ.

اترك تعليقاً